|
إبستمولوجيا
إن الزمن، كما كتب جورج لويس بورج Jorge Luis Borges "هو الجوهر الذي جبلتُ منه، الزمن نهر يجرُّني، بل إنني أنا الزمن". إن حركاتنا وأعمالنا تمتد في الزمن، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لإدراكاتنا وأفكارنا أو لمحتوى وعينا. نحن نحيا في الزمن، وننظم الزمن، وبالتالي نحن كائنات زمنية حتى أعماق كياننا. لكن هل الزمن الذي نحيا فيه أو الذي ينظِّم حياتنا مستمر كما هو نهر بورج؟ أم علينا بالأحرى أن نقارنه بمتتالية من اللحظات المنفصلة التي تتوالى أو تتسلسل مثل حبات السبحة؟
قبل أربعين سنة، وُلِد الفضاء الرقمي الافتراضي المشبع بالذكاء، بالتزامن مع خروج الذكاء الإنساني إلى الإنتشار كونيًا عبر خطوة صغيرة على القمر، محاكيًا ما فعله قبل ملايين السنين على الأرض، فكأنه وجد في الكون محلاً "شبيهًا". استطاع فريق علمي قاده ليونارد كلاينروك أن يربط بين كومبيوترين في جامعتين أميركيتين. أدى ذلك إلى ولادة عالم جديد، في أكثر من معنى. استعاد كلاينروك المناسبة أخيرًا بكلام محمَّل دلالات. قال: عند ولادة الفضاء الافتراضي، لم نقل "إنها خطوة كبيرة للإنسانية" كما فعل رائد الفضاء نيل ارمسترونغ حين خطا على القمر.
ما الشّواش بالضّبط؟ جاء اسم (نظرية الشواش) من حقيقة أن النماذج التي تدرسها النظرية هي، في الحقيقة، مضطربة ومشوشة في صميمها. ولكن نظرية الشواش تُعنى بالبحث عن مختلف أشكال النظام والرتابة الخبيئة في البيانات العشوائية. متى تم اكتشاف الشواش للمرة الأولى؟ إن أول من بحث في مشكلة الشواش بشكل جدي هو عالم الأرصاد الجوية إدوارد لورينتز، ففي العام 1960، كان لورينتز يعمل على حلِّ مشكلة التنبؤ بحالة الطقس، وكان لديه برنامج إلكتروني محمل في حاسوبه، وقد تم تحميله باثنتي عشرة معادلة، وكل واحدة منها تصف حالة من حالات الطقس، إلا أن هذه المعادلات لم تكن لتصف حالة الطقس بالشكل الصحيح والدقيق تمامًا. وكان هذا البرنامج يتنبأ - بشكل نظري - بالحالة التي يمكن أن يكون عليها الطقس تقريبًا.
مستمرة... |
|
|