إن العدوان المتكيِّف بيولوجيًا يخدم الحياة. وهذا مفهوم من حيث المبدأ
بيولوجيًا وفيزيولوجيًا عصبيًا. إنه دافع يشترِك فيه الإنسان مع الحيوانات. وما
هو فريد في الإنسان هو أنه يمكن أن تدفعه الدوافع إلى القتل والتعذيب وأن يشعر
بالشهوة لدى فعله ذلك، وهو الحيوان الوحيد الذي يمكن أن يكون قاتل نوعه
ومدمِّره من دون أي مغنم معقول، سواء كان بيولوجيًا أم اقتصاديًا.
يبدو من البسيط أن نعرف متى يأتي الإنسان إلى الوجود، ولكن الأمر في الحقيقة
ليس بسيطًا تمامًا كما يبدو. فقد يكون الجواب. إنه في وقت الحبَل، وعندما يتخذ
الجنين شكلاً بشريًا محددًا، وفي فعل الولادة، ونهاية الفطام أو حتى قد يفترِض
المرء أن جلَّ الناس في أوان وفاتِهم لم يكونوا قد وُلِدوا تمامًا بعد. وخير
لنا أن نرفض تثبيت ساعة أو يوم لـ"ولادة" الفرد، وأن نتحدث بدلاً من ذلك عن
سيرورة يأتي فيها الشخص إلى الوجود.