يستذكر
أسطورة الحقوق المدنية فينسنت هاردنغ قائلاً:
كانت
أول مرة اجتمعت فيها بمارتن لوثر كينغ حين كنت أقطن وسط مجتمعٍ متعدد
الأعراق في شيكاغو، حيث قررنا أننا بحاجةٍ إلى اختبار قناعاتنا في عمق
الجنوب. وكان ذلك سنة 1958.
كنَّا
ستَّة رجال، رجلان أسودان غيري وثلاثة رجالٍ بيض، وكان من الخطر أن
نسافر معًا في السيارة نفسها. توقفنا في أطلنطا في مكان إقامة كينغ،
حيث كان يتعافى من الجرح الخطير جراء الطعنة التي تلقاها في مدينة
نيويورك. كان في غرفة نومه مرتديًا بيجامته، لكن كوريتَّا فتحت الباب
ورحبت بنا مقتادةً إيانا مباشرةً إلى داخل الغرفة. هنَّأنا الرجل على
وصولنا بالسلامة حتى هذا الحدِّ من رحلتنا، وطرح علينا الكثير من
الأسئلة. لقد كان مهتمًا بما كنا نفكر وبسبب قيامنا بما كنا نقوم به.
حين
سمع مارتن أنِّي كنت جزءًا من كنيسة مينونايت قال: "أنت في الأصل لا
عنفي، ويجدر بك الانضمام إلينا". وذلك ما قمنا به فعلاً بعد ثلاث سنوات
عام 1961. وحينها كنت قد تزوجت للتوِّ بروز ماري، وانتقلنا إلى أطلطنا،
حيث جمعتنا الجيرة والصداقة وزمالة العمل هناك بعائلة كينغ.
هذه
الثورات أطاحت بحكومات مستبدة، أعاقت تقدم جيوش جرارة، نجحت في تغيير
حكومات، حققت الاستقلال لبعض البلدان، وغيرت قوانين كانت تنتهك حقوق
الإنسان وتسلب الناس مواردهم.
البعض منها حقق نجاحات خاطفة وسريعة قادها ناشطون مبدعون، وبعضها الآخر
بدأ ببطء وتصاعدت وتيرته مع الزمن. منها ما نجح في تحقيق أهدافه دون
إراقة للدماء، ومنها ما اضطر لبذل تضحيات بشرية ولكنها لا تقارن
بالقرابين البشرية التي لطالما غذت أتون النزاعات المسلحة. فيما يلي
ملخص عن بعض الثورات اللاعنفية التي شهدها القرن العشرون: