لقد
تبنى الفلاسفة العرب إجمالاً مع بعض الاستثناء (الغزالي) ما ورثوه عن
الفلاسفة اليونان، فاقتصرت أعمالهم إجمالاً على الوصف الكلامي الشبيه
بالفلسفة مع بعض اللمحات بين الحين والآخر.
ولا يوجد أدنى شك بأن الفلسفة العربية بنظرتها إلى المادة إجمالاً كانت
فلسفة ذات طابع عقلي استنتاجي كتصورات أغلب الفلاسفة اليونان، فمعظم
الفلاسفة العرب يعتقدون بأن العقل قادر على إدراك الحقيقة كما أن
معظمهم إن لم يكن كلهم يؤمنون بوحدة المعرفة والحقيقة، أو يقولون
بمطابقة الوجود بالعقل مع الموجود بالحواس، وإن كان هناك من اختلاف عن
تصورات الفلاسفة اليونان فإنما يظهر في غاية يقينهم المادي ومصدره،
فالفيلسوف اليوناني نظر للعالم المادي نظرة فنية جمالية، على حين نجد
أن الفيلسوف العربي الإسلامي نظر للعالم نظرة يغلب عليها الطابع الديني
إجمالاً، كما يمكن القول إن الفكر المنهجي العلمي لدى الفلاسفة العرب
المسلمين تميز بتتبعه الجزئي للمنهج الاستقرائي التجريبي على عكس الفكر
الفلسفي اليوناني الذي رفض التجريب الفعلي للوقائع الطبيعية، هذا على
الرغم من أن استخدام المفكرين الإسلاميين العرب للطريقة التجريبية
وتطويرها لم يعدّ لديهم إلا إجراء عمليًا جزئيًا قياسًا إلى الصيغة
الكلية للكون التي ظلت وبتأثير من الفلاسفة اليونان ذات طابع روحاني أو
تصوري عقلي، مضاف إليه القولبة الدينية في تفسير مجمل الظواهر الطبيعية
في الكون. وهذا ما سنحاول تتبعه باستعراضنا آراء أهم الفلاسفة العرب
ونظرتهم للعلوم الطبيعية بشكل عام.
ستكون الآلات القادرة على فهم اللغة مفيدة جدًا، لكننا لا نعرف كيف
نبنيها.
تقريبًا في منتصف منافسة محتدمة في لعبة الغُو
Game of Go
في سيؤول، في كوريا الجنوبية، بين لي سيدول أحد
أمهر اللاعبين على الإطلاق، وألفاغو
AlphaGo
برنامج الذكاء الصناعي المطور من قبل غوغل، قام البرنامج بخطوة غامضة
مبرهنًا على تفوقه المثير للأعصاب على خصمه البشري.
ففي الحركة السابعة والثلاثين، اختار ألفاغو أن يضع حجرًا أسود في موقع
بدا مضحكًا للوهلة الأولى. كان جليًا فقدانه لمكان مهم – وهذا من أخطاء
المبتدئين في لعبة تتمحور حول السيطرة على الفراغات في اللوح، مما دفع
معلِّقَيْن تلفزيونيين للتساؤل إذا ما أخطأوا في تفسير الحركة أم هو
خلل في البرنامج. في الحقيقة، وخلافًا لأي خبرة تقليدية، ستمكن الحركة
37 البرنامج من بناء قاعدة رائعة في منتصف اللوح، لينتصر برنامج غوغل
بجدارة بفضل حركة لم تكن لتخطر على بال إنسان.