أسطورة
حزيران
2017 June
|
حتى
سبعينات القرن الماضي كان الرأي السائد بين الباحثين في دين أو تاريخ إسرائيل،
يذهب إلى أن التوحيد هو الذي ميَّز دين إسرائيل عن دين الثقافات المجاورة، منذ
أيام موسى الذي تلقى الوصية والشريعة من الرب على جبل سيناء، ونقلها إلى شعبه
الذي أخذ على نفسه عهدًا بأن يعبد يهوه وحده من دون بقية الآلهة ويلتزم
بشريعته. أما اليوم فإن الاتجاه السائد لدى الباحثين، وبينهم العديد من
المحافظين، يعترفون أمام ضغط الشواهد الأركيولوجية، بأن التوحيد اليَهَوي لم
ينشأ كعقيدة راسخة قبل فترة السبي البابلي في القرن السادس قَبل الميلاد، وذلك
على يد فئة من اللاهوتيين الذين كانوا يتأملون الحاضر وما آلت إليه مملكة يهوذا
من انهيار كامل على كل صعيد، ويعيدون خلق الماضي على ضوء هذا الحاضر. وبذلك
ابتدأت عملية صياغة التوراة العبرانية. وهي العملية التي استغرقت نحو قرنين من
الزمان قبل أن يصل الكتاب إلى صيغته القريبة من الصيغة الراهنة.
|
| |
|