|
علم نفس الأعماق
تمهيد يطرح هذا المقال قضيةَ التضادّ المطلق بين القَسِيمَيْن النفسانيين للأنا: قَسِيمِ الأنا الموضوعي في إطار تمثيلها الواعي وقَسِيمِ الأنا الذاتي في إطار تمثيلها اللاواعي، ليصار إلى سَبْر أغوار تضميناتهما في التحليل النفسي باعتباره فرعًا من فروع الدراسة معنيًّا في نهاية المطاف بشخص مُفرَد ومحدَّد. وهكذا، سيناقش المقال كيفية الترادف بين معنى القَسِيم الذاتي للأنا (اللاواعية) وبين معنى ذلك الشخص المُفرَد والمحدَّد بوصفه تعميمًا أو تجريدًا، يُشار إليه في التنظير اللاكاني، على الإجمال، بمصطلح "المُسْنَد إليه" the subject. سيتطرّق المقال، عندئذٍ، إلى المضمونين "السلوكيين" المتضادّين لهذا المصطلح: المضمون الفاعلي والمضمون المنفعلي، وسيتطرّق، من ثمّ، إلى وِضْعَته النظرية غير المبتوت في أمرها في مؤلفات فرويد، الأمر الذي كان، على الأرجح، داعيًا أساسيًا لأن يحتلّ المصطلحُ مكانَ صدارة في مؤلفات لاكان. فمن وجهتي النظر الفلسفية واللغوية كلتيهما، سيعرض المقال الأنواعَ الثلاثة المتميزة من المُسند إليه: المسند إليه اللاشخصي، والمسند إليه غير المعرَّف (أو غير المسمَّى)، والمسند إليه الشخصي، وسيحاول أن يروزَ مفاهيمَ هذه الأنواع الثلاثة، وذلك بالاستناد إلى المسألة المنطقية التي يضعها لاكان بوصفها مغالطةً جديدة new sophism. وعلى ذلك، سيشدّد المقال تشديدًا خاصًّا على مفهوم المسند إليه الشخصي (بالإضافة إلى مفهوم الأنا "الشخصية" التي تستكنّ فيه)، فيدلّ بذلك على المقايسة الثنائية بين القَسِيمَيْن الموضوعي والذاتي للأنا وبين التمثيلين الواعي واللاواعي للمسند إليه (من حيث كونه الشخصَ الناطقَ بلسان ضمير المتكلم المُفرَد "أنا")، على الترتيب.
يريد اللاوعي أن: يقسِّم ويوحِّد.
حضورات الوجود كمميِّز، موحِّد في الفصل. لا ينصب اهتمامي على افتراض "توليفة" بين هايدغر ويونغ، بل على الأرجح، على اقتراح أن هايدغر يساهم، بشكل خاص، في توضيح بعض الهموم الأساسية في عمل يونغ. المهمة إذًا هي ببساطة أن نترك هايدغر يبين يونغ - وربما العكس صحيح. أود خاصة أن أرسم توازيًا بين فهم يونغ لبنية لاوعي مستقلة "عقلانية" تدع الأضداد "تنساب معًا"، وفهم هايدغر للوجود على أنه المنطق Logos البدائي الذي يجمع ويوفق بين الموجودات في تعارضها المتبادل. 1 يؤكد يونغ في إحدى محاضراته المبكرة المعنونة بـ بعض الأفكار حول علم النفس، التي ألقاها في عام 1897 حين كان طالب طب في جامعة بازل، أن "الروح" "تمتد بعيدًا وراء وعينا"، ويمضي أبعد بالقول أن هذا البعد اللاواعي للروح هو "عقل" لا يستطيع العقل الواعي إختزاله.
تخبرنا عائلة اوبيي أنه يمكن العثور على قصة بياض الثلج في جميع مناطق العالم بتنويعاتٍ طفيفةٍ، "من ايرلندا إلى آسيا الصغرى، وفي أجزاء عديدة من شمال وغرب أفريقية". نحن نتعامل إذًا مع حكاية تعني الكثير للعديد من البشر، وتستمر في الإدهاش كأسطورة. أشعر بالتواضع إذ أستمر في التيقن من كون حكايات بسيطة كبياض الثلج لا تزال تعني الكثير لنا مما يبقى مدفونًا عميقًا في بساطتها. أنا مهيأ لأن أستنتج أن بعض الحكايات الشعبية تتاخم الأسطورة، بمعنى أني كلما قرأت أكثر عن علم الأسطورة كلما استنتجت أكثر أن هذه الحكايات تمتلك مفاتيح الأسطورة الكلاسيكية. إذا كان هذا صحيحًا، ربما يتوجب إذًا أن نمنح أهمية أكبر لهذه الحكايات البسيطة. ربما "لُفِّقت" فقط لتظهر لنا شيئًا عن أنفسنا، وربما تكون هذه الحكايات البسيطة، مثلما اعتبرها كارل غوستاف يونغ، "التعابير اللاواعية لذواتنا..." تكمن مشكلتي مع "الأسطورة الكلاسيكية" في كونها كانت تُصدَّق ذات مرة على أنها حقيقة، وكانت ديانة الأمس، بينما لم يؤمَن بحكايات الجنيات أبدًا على هذا النحو. ولكن حكايات كهذه تعتبر "حقيقية" في عين الطفل مع ذلك. أكان إنسان القرون الوسطى أكثر "طفولية"، بدائيًا، وأقل تميزًا في إيمانه عن الإنسان المعاصر، وهل منح المصداقية لحكايات الجنيات مثلما نمنحها الآن للدين؟
|
|
|