|
اللاعنف والمقاومةNonviolence and resistance
أيْ
أصدقائي، إن مجتمعاتنا مريضة بالعنف، العالم
مريض بالعنف، الإنسانية مريضة بالعنف. لكن
غاندي بيَّن لنا أن العنف ليس قضاءً محتومًا.
إذا شئنا، فإن في اللاعنف شفاءً للإنسانية من
مرض العنف. إذ ذاك سيكون بوسعنا أن نورث
أولادنا رجاءَ اللاعنف حتى يتمكنوا جميعًا من
العيش أخيرًا معًا على أرض يسودها الإخاء –
على أرض يسودها الإخاء، أخيرًا!
اللاَّعنف:
نضالٌ ساحقٌ على أربع جبهات ساحقة السيد خ.، يا
صديقي الأحفيري، وعليكم السلام
ورحمة الله وبركاته، وبعد، فشكرًا على
رسالتك، وقد كانت رسالة مختصرة وموجِعة
وحافلة بالسِّباب، على عادة أبناء أحفير في
النقاش والاختلاف! وقد قتلتَني بالوجع
ودفنتَني أيضًا عندما لم تتورع عن نشرها على
شعاع الضوء في موقع يزوره «ملائكة» أحفير
كلهم. فشكرًا لك مرة أخرى على هذه الرسالة
العظيمة، وشكرًا لك على هذا الإنجاز العظيم!
فهكذا يجب أن يفعل المبشَّرون بالجنة
والمبشِّرون بها، مثلك، مع عدوٍّ لله ولرسوله
ولملائكة أحفير، مثلي؛ وهكذا يجب أن يفعل
الدعاة العامرون بالتقوى، مثلك، مع إبليس
حقيقي، مثلي؛ وهكذا يجب أن يفعل أيضًا مَن
عَرَضَ الله عليهم «الحقيقة» فحملوها، مثلك،
مع ضالٍّ، مثلي، وخائن أيضًا، باعها بـ«متاع
من الدنيا قليل»، تمامًا كما فعل يهوذا
الإسخريوطي مع السيد المسيح عندما باعه
بدراهم معدودات لأحبار اليهود المفلسين وكان
فيه من الزاهدين، ليقايضوه بدورهم بلصٍّ ذائع
الصيت مع پيلاطُس الپنطي، الوالي الروماني،
ليُصلَبَ مذمومًا مدحورًا بين صعلوكين زيادة
في النكاية!
الطفولة سمعت عن "نساء بالسواد" للمرة الأولى في أوائل كانون الثاني 1988. فقد أخبرتني صديقتي ميري أنها سمعت بمجموعة من النساء يتظاهرن كلَّ يوم جمعة في ساحة قريبة، حاملاتٍ لافتاتٍ تطالب بإنهاء الاحتلال. قالت إنها تعتزم الانضمام إليهن ودعتني إلى الحضور، لكنِّي اعتذرت منها. وحين عادت من المظاهرة ذلك اليوم، أخبرتني أنه على الرغم من اقتصار الحضور على 15 امرأة فقط، فقد بدا من الصواب في نظرها الوقوف جنبًا إلى جنب مع مجموعة من النساء احتجاجًا على الاحتلال. قالت إن هذه هي المرة الثالثة التي تتظاهر فيها النساء، وإنهن يعتبرن أنفسهن صاحباتِ وقفة احتجاجية ويعتزمن الوقوف مدة ساعة واحدة أسبوعيًّا. وسألتْ ميري فيما إذا كنتُ أودُّ الذهاب الأسبوع التالي، فأجبتها بأني سأفكر في الأمر.
|
|
|