عماد الدين النسيمي شاعر وفيلسوف ومتصوف كبير عاش في القرن الرابع عشر
الميلادي. وتم اتهامه بالهرطقة والكفر ثم اعدامه قتلاً في حلب في سوريا
سنة 1418 للميلاد. وكان من جماعة "الحروفيين" أي الذين يعتقدون أنه
يمكن التوصل إلى معرفة أسرار الوجود عن طريق معرفة سر تبادل الأرقام
والأعداد والحروف. وهي فكرة كان فيها جرأة في التفكير وقوة في مواجهة
رجال الدين المتزمتين آنذاك والذين افتوا بقتله.
ومن أقواله الفلسفية هذه العبارة ذات الدلالة:
إنك
تحتاج كي ترى وجهي
إلى عين تستطيع أن ترى الله.
من
خلال جزء من كينونته، يرتبط الإنسان بكل الكون، فهو يعيش ويتنفس من
خلال الروح الكونية، وتأتيه تلك المعلومات من المستويات الأخرى الروحية
والعقلية والعاطفية من خلال التجارب والأحلام والتأملات والصلوات
والناس حوله.
إذا تأمل الإنسان بحقائق عليا موجودة في المستوى الروحي، فهذا يحدث طاقة وحركة
معينة في أعماق نفسه، وعادة ما يكون الجواب من خلال رموز معينة تأتي من خلال
الأحلام والتأملات وغيرها، ومن هنا نجد أهمية الأرقام والأشكال الهندسية
والرموز بشكل عام، فهي الوسيط الذي تخبرنا عن طريقه المستويات العليا عن حقائق
معينة، وعن أجوبة لأسئلتنا المتعددة، فالصور التي تأتينا عن طريق الأحلام هي
لغة رمزية ولكنها غير مطلقة، فهي ترتدي ملابس معينة، أما الصور المطلقة فهي
الأشكال الهندسية تمامًا مثل جسد الإنسان، فهناك الهيكل العظمي وعليه جاء اللحم
والأعصاب والشرايين والشحم والجلد والعينان وغيرها، وعندما يموت لا يبقى إلا
الأساس وهو الهيكل العظمي، هو الرمز المطلق الذي اختفى تحت ما تراكب عليه من
أشياء أخرى.