أمونيوس ساكاس (؟؟؟ م – ما بين 240 و245 م)

 

أمونيوس ساكاس Ἀμμώνιος Σακκάς فيلسوف يوناني من الإسكندرية، كان أستاذ أفلوطين ومؤسس المدرسة الأفلاطونية الجديدة التي انطلقت من روما.

سيرته:

ما نعرفه عنه قليل جدًا. ويقال على لسان تلاميذه أنه ولد في الاسكندرية من أبوين مسيحيين، وأنه كما يدلّ اسمه ساكاس (من اليونانية σακκοφόρος) عمل خلال فترة من حياته حمالاً في مرفأ الاسكندرية.

هل كان مسيحيًا؟ يقول بورفيريوس أنه تنكّر لمسيحيته. أما أوزيبيوس والقديس جيروم فيؤكدان أنه بقي مؤمنًا بها.

بعد مرحلة طويلة من الدراسة والتأمل، افتتح أمونيوس في الاسكندرية مدرسته الفلسفية التي كان من أهم تلاميذها هيرينيوس، أوريجينوس الأفلطوني، لونجينوس، وخاصةً أفلوطين الذي يقال أنه تتلمذ على يده ما يقارب العشر سنوات حيث

أخذه أحد أصدقائه لزيارة أمونيوس الذي لم يكن يعرفه بعد. فما أن دخل واستمع إليه، حتى قال لصديقه: هذا هو الإنسان الذي كنت أبحث عنه τοῦτον ἐζήτουν. ومنذ ذلك اليوم دأب على معاشرة أمونيوس وهيرينيوس وأوريجينيوس الذين اتفق معهم على الحفاظ على سرّانية العقائد التي كان أمونيوس قد شرحها لهم بوضوح[1]

لا نعرف تاريخ ميلاده، كما أننا لسنا متأكدين من تاريخ وفاته الذي يقال أنه كان ما بين 240 و245 ميلادية.

فلسفته:

لم يترك أمونيوس أي عمل مكتوب. إذ أنه، وبمعونة تلاميذه، حافظ، كما كان يفعل الفيثاغوريون، على سرّانية تعاليمه. لذلك فإن ما نستخلصه عنه مصدره -خاصةً- كتابات تلميذه أفلوطين. منه ومما يقوله دارسوه بوسعنا أن نقول أن عقيدته كانت أقرب إلى الأفلاطونية منها إلى أفلوطين. حيث يقول هيروكلس الاسكندراني الذي كان من المعجبين به أن عقيدته التي كانت بشكل رئيسي انتقائية وتوفيقة، استندت إلى دراسة نقدية لأرسطو وأفلاطون وحاولت التوفيق بين مدرستيهما:

أخيرًا أشعت حكمة أمونيوس، الذي يبجّل فيطلق عليع اسم "الملهم من الله". لأنه كان هو الذي طهّر أفكار الفلاسفة القدماء فبدد الأوهام التي انبثقت من كل جانب، وأعاد الانسجام في الأمور الأساسية ما بين فلسفتي أفلاطون وأرسطو. لقد كان أمونيوس الاسكندراني، الملهم من الله، أول من تمسّك بحماس بالفلسفة الحقيقية، وترفع عن الآراء العامّية التي جعلت من الفلسفة موضوع احتقار، فتفهم عقيدة أفلاطون وأرسطو، وجمعهما في روح واحدة، وقدّم الفلسفة بسلام لتلاميذه أفلوطين، وأوريجينوس ومن خلفهما[2].

وفيما يتعلّق بالوحدة التي تجمع بين الروح وبين الجسد، كتب نيميسيوس الحمصي عن أمونيوس ساكاس، الذي يعتبره أفلاطونيًا، يقول:

هكذا كان أمونيوس، أستاذ أفلوطينّ، يشرح هذه المسألة التي تشغلنا (مسألة العلاقة بين الروح وبين الجسد)، بأنه من طبيعة المدرَك أن يتحد مع من بوسعه استقباله بحميمية تشبه تلك التي تتحد بها الأشياء التي تتفاعل مع بعضها، وفي نفس الوقت، أن يبقى (أي المدرَك) طاهرًا غير ملوث، كما هي حال الأشياء غير المحاذية. وبالفعل، فإن ما نلاحظه بالنسبة للأجسام أن الوحدة تؤثر على تلك الأجزاء التي تتقارب لتشكل أجسام أخرى؛ فهكذا تتحول العناصر إلى أجسام مركبة، ويتحول الطعام إلى دمٍ، والدمُ إلى لحمٍ وإلى أجزاء أخرى من الجسم. أمّا بالنسبة للمدرَك فإن الاتحاد يتم من دون تغيير، لأنه من طبيعة المدرَك الجوهرية ألاّ تقبل التغيير. فهو قد يزول أو يختفي من الوجود لكنه لا يتغير. لكن المدرك لا يزول، لأنه إن كان يزول لما كان أزليًا؛ وكما الروح هي الحياة، فإنها إن تغيرت بسبب اتحادها مع الجسد، تصبح شيئًا آخر ولا تبقى هي الحياة. عندها ما الذي بوسع الروح أن تقدمه للجسم، إن لم تعطه الحياة؟ ما يعني أن طبيعة الروح لا تتغير حين تتحد بالجسد[3].

*** *** ***

ملاحظة: تمت ترجمة وإعداد هذا النص استنادًا إلى موسوعة ويكبيديا الفرنسية على الإنترنت.

تعريب: أكرم أنطاكي


 

horizontal rule

[1]  سيرة أفوطين لبورفيريوس.

[2]  من المكتبة لبلوتيوس، نقلاً عن هيروكليس الاسكندراني.

[3]  من طبيعة الإنسان، لنيميسيوس الحمصي.

 


 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني