اللاعنف والمقاومة
حزيران
2017 June
|
التعليم
المدرسي موجَّه إلى أطفال لم يختاروا، للوهلة الأولى، المجيءَ [إلى
المدْرسة]، وهم هنا، بمعنىً ما، "مُكرَهين ومجبَرين". مُذْ ذاك، تكاد
الحياة المدرسية أن يعيشها التلميذُ كـ "عنف" يكابده وكنظام يجب عليه
الخضوع له. التلميذ موجود هنا لـ "يتعلم"
"apprendre"،
أيْ لـ "يأخذَ" "prendre"
معرفةً تُعطى له. وعلى الطفل، حتى يكون "تلميذًا جيدًا"، أن "يتعلَّم
دروسَه" و"يؤديَ فروضَه". تُفرَض على التلميذ "فروضٌ لتحصيل "نتائج"
قلَّما تُفرَض على الراشدين. فلكي "ينجح" الطفلُ، ينبغي عليه أن
"يكدح"، أيْ أن "يبذل جهودًا" و"يتكبد مشقة". وهذا يعني أنه ينبغي عليه
أن "يتألم". وهو يعلم أنه إذا لم يَحْصلْ على نتائجَ جيدةٍ فسوف
يعاقَب. ليس الطفلُ، إذنْ، "مُجبَرًا" على التعلم والعمل فحسب، بل
مُلزَم بأن ينجح أيضًا. ألا يريد الأساتذةُ أن "يُلقِّنوه" معارفَ
نسمّيها "موادَّ"؟ وعليه، فإن التلقين
inculquer
[الترسيخ في الذهن] يعني "الإقحام"، ويعني بدقة أكبر "الإدخال بالدك
بعَقِب القدم" (من الفعل اللاتيني
inculcare،
المشتق من calx
وcalcis
عقِب القَدم). إن هذا التعليم، في جزء منه لا يُختزَل، يعيشه الطفلُ
على شكل إكراه.
|
\
| |
|