|
منقولات روحيّة
النظام الشمسي سباعي المستويات، وكل يحوي سبعة مستويات تحتية، فعلى المستوى الفيزيائي، تشكل المستويات التحتية الأكثف ما ندعوه بـالجسم المادي، أو الفيزيقي، وهو جسم مادي كثيف. أما المستويات التحتية الأقل كثافة على المستوى الفيزيقي فتشكل ما ندعوه بـالجسم الأثيري، أو طاقة الحياة، برانا prana. أما على المستوى النجمي astral، فالإنسان يمتلك فقط جسمًا نجميًا واحدًا يتشكل من ذرات المستوى النجمي. وعلى المستوى العقلي، تشكل المستويات التحتية الكثيفة ما ندعوه بـالجسم العقلي الأدنى أو الجسم الرغائبي kama rupa. والمستويات الأكثر شفافية تشكل الجسم العقلي الأعلى أو ماناس manas. وعلى المستوى الإشراقي بودهي buddhi، وعلى المستوى الروحي، يتشكل الجسم الروحي أو آتما atma. وعلى المستويات التحتية الكثيفة من مستوى آتما تبدو الشعلة الإلهية، الموناد Monad، وكأنها منفصلة عن الشمس الإلهية. ويتحول الوعي الكوني إلى وعي فردي؛ بينما على المستويات التحتية الأكثر شفافية تبقى الشعلة الإلهية، الموناد، متجذِّرة في المركز الإلهي. ومن جهة ثانية، ففي وسط المستوى الجرمي المادي توجد نقطة الاتصال بين المرئي وغير المرئي. وكذلك في وسط المستوى النجمي astral توجد نقطة الاتصال بين الشخصية أو الذات الدنيا، المؤلفة من الجسم الجرمي والأثيري والنجمي والرغائبي، وبين الفردية Individuality أو الذات العليا Higher Self، المؤلفة من الجسم العقلي والإشراقي والروحي Atma، وكذلك في وسط المستوى الروحي Atma توجد نقطة الاتصال بين الفردية والشعلة الإلهية، الموناد.
يتوجب عليَّ الآن أن أشرح ما تعنيه عبارات سفر وأسفار (أي السفيروت)، حيث الكلمة الأولى هي المفرد والثانية هي جمع الأولى. وأفضل تعريف لهذه الكلمة هو "ما ينبثق من العدد"، لأن هناك عشرة أسفار تمثِّل وفق الترقيم العشري أكثر الأشكال تجريدًا لتلك الأرقام العشرة – أعني الأرقام 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، و10. لهذا، وكما نفعل في الرياضيات العليا حين نفكر في الأعداد بشكل مجرد، كذلك سنفعل في القبالة، ونفكر في الألوهة من خلال الشكل التجريدي للأرقام، أي بعبارة أخرى من خلال الأسفار أو السفيروت ספירות. من هذه النظرية المشرقية القديمة استقى فيثاغوراس أفكاره المتعلقة بالرمزية الرقمية.
وعليكم السلام ورحمة الله التوحيد حقيقة واحدة موحِّدة. هي وحدانية الوجود الذي من وجوده جاء كل الوجود. هذا هو الحال. عندما يتحوَّل قلبك إلى الحق حتى يصبح هو الحق الوحيد الأوحد، الناجي، الذي لا يحدُّه مكان، ولا يدركه زمان، البعيد عن الأذهان، والمحجوب عن الكشف والبيان، وحده الواحد الماجد، الحاضر الخالد، الأحد الصمد. والتوحيد درجات ومقامات، وأول درجات السلم للتوحيد هي أن يضع المهتدي نفسه محل الضال فيرى كيف ضلَّ من ضلَّ واهتدى من اهتدى فلا ينكر ضلال الضال ولا يعظِّم من اهتدى، بل يرى أن الأمر واحد ولله في ذلك ألف شاهد.
تلتقي الخطوط الممتدة للعلاقات في الـأنت الأزلية. لأن كل أنت تحديدًا هي نظرة خاطفة ومباشرة للـأنت الأزلية. وعن طريق كل أنت محددة تخاطب الكلمة الأساسية الـأنت الأزلية. وعن طريق أنت كلِّ الكائنات تتحقق، أو لا تتحقق، العلاقة معها: فالـأنا الفطرية تتحقق في كل علاقة وتُستهلك في العدم. وهي تتحقق فقط عن طريق العلاقة المباشرة مع الـأنت التي لا يمكن أن تتحول إلى هو. * توجَّه البشر إلى الـأنت الأزلية الخاصة بهم بأسماء متعددة. وكانت الـأنت دائمًا في أذهانهم حين كانوا ينشدون لمن كان يسمى هكذا: فالأساطير الأولى كانت ترانيم للتهليل. ثم لجأت الأسماء إلى لغة الـهو؛ فالبشر كانوا مندفعين بقوة لأن يتفكروا ولأن يخاطبوا الـأنت الأزلية الخاصة بهم كـهو. كلُّ أسماء الآلهة مقدسة، لأنه من خلال هذه الأسماء لا يجري الحديث عن (الله)، إنما يكون التوجُّه إليه.
لقد كانت الكونفوشيوسيَّة هي الديانة الرَّئيسة، النِّظام الاجتماعي الأساسي في الصين. بيد أنَّها لم تكن النظام الوحيد فيها. فتعاليم كونفوشيوس لم تتطرَّق إلى الأسئلة التي أقلقت الإنسان على مرِّ العصور في كل مكان من الدنيا: هل الروح خالدة، وهل ثمَّة حياة أخرى، وما الذي يحدث للإنسان بعد الموت، و...، وكان كونفوشيوس قد قال في هذا الصَّدد: "نحن لا نعرف كنه الحياة، فأنَّى لنا أن نعرف كنه الموت". ومع ذلك كانت شائعة في أوساط الشعَّب دومًا تصوُّرات محدَّدة عن الأرواح، والحياة الأخرى. بيد أنَّ العقلانيَّة الصينية أوقفت امتداد مثل هذه الرؤى، فلم تتحوَّل إلى رؤى رائدة في المجتمع. ويعدُّ الفيلسوف لاو-تسزي [لاو-تسه] أبَ الدَّواسية. وكان هذا معاصرًا لكونفوشيوس. وعلى امتداد تاريخ الصين كله، حتى يومنا هذا، كانت الدوَّاسية تتطوَّر في موازاة الكونفوشيوسية. ولكن هذه الأخيرة كانت دائمًا تشغل المكانة الأولى في الدولة. أمَّا الدَّواسية فلم تسعَ إلى هذا في أيِّ يوم من الأيام. ومع ذلك أثبت أنَّها قادرة أنْ تستمر على قيد الحياة.
|
|
|