مقدمة:
على الرغم من كل الإنجازات العظيمة لمدرسة التحليل النفسي إلا أنها اعترفت على
لسان مؤسسها زيغموند فرويد بأن مصير الكائن الإنساني هو البؤس والشقاء، ورغم أن
مؤسِّسها "فرويد" قام بتعديلات لعدة أمور تتعلق بنظرية التحليل النفسي ونظرتها
الفلسفية فقام بمجهود مشكور عليه، ولكن مآله كان ينحو غالبًا نحو إحباط الكائن
الإنساني وقد تجلى هذا الأمر في مؤلفه ما فوق مبدأ اللذة!
وقد وصف فريديريك بيرلز فرويد بأنه ذلك الشخص الذي يجمع في ذاته (القديس
والشيطان والعبقري)، ونعته بأنه أديسون علم نفس بسبب إماطته اللثام عما يسمى
اللاوعي الفردي، وآلية الدفاع "الكبت" من قِبَل "الأنا العليا"، حيث أن "الهو"
أو "الإد" (منبع الغرائز) يسعى لإشباع غرائزه التي يقف لها بالمرصاد "الأنا
الأعلى" حيث يكبت الأخير الغرائز وفقًا لمبدأ الواقع، مما يفاقم وضع الإنسان
النفسي فتبدأ أعراضه العصابية بالظهور، ويمكن اكتشاف الكبت من خلال زلات اللسان
والأحلام وغيرها.
المُعضِلَة
كان "المُتَمَرِّسون" أطفالاً يتمُّ تقديرُهم من خِلالِ أدائِهم. وهم يتذكَّرون
بأن والِدِيهم كانوا يسألونهم عن أدائهم عند رجوعِهم من المدرسة، وليس عن
أحاسيسِهم أو مشاعرِهم التي نشأت في ذلك اليوم. فاهتمَوا بالأداءَ والصورة
أكثَر من العلاقات الانفعالية أو الاختِلاط العميق بحياة أشخاصٍ آخَرين.
لكونِهم محبوبين بسَبَب إنجازاتِهم وفتوحاتِهم، فقد تعلَّموا إلغاءَ
انفعالاتِهم الخاصَّة وتوجيه الانتِباه إلى تحقيق المكانة الاجتماعية التي
تضمَنُ حبَّ الآخَرين لهم. وتكمُن الفكرة في أدائهم للعمَل بكدٍّ من أجل
الاعتراف بهم، والقِيام بأدوار الزعامة وتحقيق النصر. كما كان هامًا جدًا
بالنسبة إليهم أن يتجنَّبوا الفَشَل، لأن المنتَصِرين فقط هم اللائقون بالحب.